نظم مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات بامارة أبوظبي ندوةتسليط الضوء على تراث الخير الخالد لرائد العمل الإنساني في ذكرى رحيله
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات مساء السادس من يوليو 2015 على مسرح أبو ظبي في كاسر الأمواج ندوة خاصة باسم "زايد والعمل الإنساني" شارك فيها كل من سلطان محمد الشامسي وكيل الوزارة المساعد للتنمية الدولية في وزارة التنمية والتعاون الدولي، وأحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد ين سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومحمد سعيد الرميثي مدير فرع الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي، وحضرها سماحة السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة، والشيخ محمد بن عبدالله بن علي القتبي سفير سلطنة عمان لدى الدولة، وعدد من الضيوف وجمهور كبير، وذلك في الليلة قبل الأخيرة من ليالي المهرجان الرمضاني العاشر الذي ينظمه النادي بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي.
وألقى د. راشد أحمد المزروعي مدير مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات كلمة ترحيبية نقل فيها تحيات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، مبينا أنه بفضل توجيهات سموه ودعمه الموصول تقام مثل هذه الندوة الخاصة، وقائلا إن سموه عودنا على الاحتفاء بذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وقائدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث نلتقى اليوم لنسلط الضوء على تراث الخير الخالد لرائد العمل الإنساني، في ذكرى رحيله "طيب الله ثراه" الذي يصادف التاسع عشر من رمضان.
وعبر د. المزروعي عن سرور نادي تراث الإماراتوهو يحتضن بهذه المناسبة هذا الجمع الطيب من الحضور، ويستضيف نخبة من أهل الخبرة والاختصاص المؤتمنين على تنفيذ توجيهات قيادتنا الرشيدة في رعاية كل الغرس الإنساني للمغفور له، والذي غدا اليوم نموذجاً مشرفاً للعطاء الإنساني على مستوى دول العالم، حيث غدت بصمات الإمارات، وزايد المؤسس، وخليفة الحاضر، وشواهد عطائهم الإنساني في كل بقعة من بقع المعمورة؛ فأينما يكون العوز والفقر والكوارث يكون لدولة الامارات العربية المتحدة أياديها البيضاء في إنقاذ الإنسانية.
وزارة التنمية والتعاون الدولي
وكان الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في المساعدات الخارجية أول محاور الندوة، إذ تحدث في ذلك سلطان محمد الشامسي، حيث بين أن العمل الإنساني في الإمارات مر بمراحل عدة، ابتداء من مرحلة التأسيس، وصولا إلى مرحلة التطلعات المستقبلية، ومرورا بمراحل التوسع والتخصص والقيادة، مشيرا إلى ما وصلت إليه الدولة من مستويات متقدمة في هذا المجال، حيث وصلت إلى المرتبة الأولى عالميا.
وبين أن أهم ما يميز هذه المساعدات التي وصلت إلى معظم دول العالم، هو استدامتها، حيث تركز الدولة في مساعداتها على استدامة برامجها التنموية، كي يتحقق استدامة أثرها، إذ تعتبر عملية رصد وتقييم أثر وفعالية مشاريع المساعدات الخارجية إحدى أولويات الوزارة، موضحا أن ثمة برامج متخصصة وقطاعات محددة تركز عليها المساعدات الإنسانية الإماراتية، ومنها الأمن الغذائي والتعليم والصحة، ودعم حقوق المرأة والطاقة المتجددة، لأن من أهداف التنمية التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها تعزيز الأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول النامية، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى إشراك القطاع الخاص.
مؤسسة زايد ين سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية
وتحدث أحمد شبيب الظاهري عن دور مؤسسة زايد ين سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية كواحدة من أهم المؤسسات التي التزمت بتنفيذ سياسة الدولة في المساعدات الإنسانية، والعمل على تحقيق أهداف الدولة في هذا المجال، حيث وصلت المؤسسة إلى نحو 130 دولة منتشرة في ست قارات، وامتدت مشروعاتها لتصل، إلى جانب الأعمال الخيرية، إلى التعليم والمياه والصحة والجوانب الاجتماعية للمسلمين وغير المسلمين في البلدان التي دخلتها.
وأكد الظاهري أن المؤسسة، وتمشيا مع ماحثنا عليه ديننا الحنيف، تركز على مساعدة الآخرين في الاعتماد على أنفسهم لتحقيق الاستدامة في مساعدة أنفسهم ونفع مجتمعاتهم، موضحا أن المؤسسة تقدم مساعداتها لكل المجالات التي تخدم المجتمعات المستهدفة، حيث تدعم المؤسسة مؤسسات بحثية ومؤسسات تعليمية وعلمية كالجامعات بكل ما يمكن أن يدفع بهذه المؤسسات إلى تنمية مجتمعاتها وتقديم النفع لها، ومنوها إلى واحد من برامج المؤسسة المستمرة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد ، وهو برنامج الحج السنوي لألف من المسلمين من داخل الدولة ومن خارجها، والذي يتوقع أن يصل إلى 55 دولة، حيث وصل البرنامج إلى المسلمين في أمريكا اللاتينية، ومشيرا إلى أن مكة المكرمة باتت تشهد سنويا على الحجاج المسلمين المستفيدين من البرنامج، وهم يلهجون بالدعاء إلى المغفور له الشيخ زايد، لأنه لم يكن بمقدورهم أن يحققوا حلمهم بتأدية هذه الفريضة في يوم من الأيام.
الهلال الاحمر الاماراتي
وعن دور الهلال الأحمر الإماراتي ذراع الامارات للعمل الانساني، تحدث محمد سعيد الرميثي مبينا أنهذه الهيئة هي هيئة إنسانية تطوعية تقوم بدور مساند للسلطات الرسمية في أوقات السلم والحرب، وهي تهدف إلى التوعية والتثقيف الصحي، وإغاثة المنكوبين جراء الكوارث المختلفة، وإقامة مشاريع لصالح الشرائح الاكثر حاجة للعون مثل الأرامل والأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، واستقطاب الكفاءات للعمل التطوعي، والتعريف بمبادئ القانون الإنساني الذي تتميز بنشره، كما تتميز بسرعة التواجد في قلب الحدث مهما كانت الظروف والمخاطر، وكذلك بالسعي لبناء مجتمع صحي آمن وتحقيق السلام الاجتماعي بين افراد المجتمع محليا، وشعوب العالم دوليا، موضحا أن الهيئة تضطلع ومنذ نشأتها عام 1983 بدور رائد في تعزيز أوجه العمل الإنساني المختلفة على الصعيدين المحلي والدولي تحقيقا لرسالتها في حشد قوة الإنسانية لمساعدة الضعفاء والمحتاجين أينما كانوا وبغض النظر عن أي اعتبارات عرقية او ثقافية او جغرافية او دينية، حيث تضع على رأس مبادئها الطابع الإنساني وعدم التمييز والحياد، وهي مبادئ تلتزم بجوهرية قضايا الإنسان وضمان حقه في الحياه وحقه في الكرامة الإنسانية.
وبين الرميثي أن الهلال الاحمر الاماراتي يركز في الشأن المحلي على مساعدة ذوي الحاجات الخاصة والأرامل وكفالة الأيتام والأسر المتعففة ومساعدة أسر السجناء، والمرضى وطلاب العلم المعوزين، كما يركز على الصعيد الخارجي بدعم وإغاثة المنكوبين من جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات والحروب من خلال تقديم الإغاثات العاجلة، وبعدها إقامة المشاريع التنموية ومشاريع البني التحتية لتأهيل المناطق المنكوبة للعودة إلى حياتها الطبيعية، مستشهدا بنماذج متعددة أحدثها ما يتعلق بمساعدة اللاجئين السوريين، وموضحا أن الهلال الأحمر الإماراتي هو الجمعية الوحيدة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في العالم التي لديها برنامج كفالة أيتام مستمر منذ عام 1986، حيث تكفل الهيئة اليوم مايزيد على 86 ألف يتيم موزعين على 28 دوله حول العالم ، حيث وصلت تكلفة رعايتهم إلى اكثر من مليار ومائة مليون درهم ، ومشيرا إلى مشاريع ريادية أخرى مثل مشروع حفظ النعمة و مشروع الغدير.
سماحة السيد الهاشمي
وعقَّب سماحة السيد علي الهاشمي في كلمة مختصرة على موضوع العمل الإنساني في مسيرة المغفور له الشيخ زايد، فقال إنه طوال عملي بمعيته "طيب الله ثراه" لم أجد إلا العطاء الوفير، فقد كان قدوة ومثالا لأمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، إذ كان الأمر لدى سموه ينطلق من منطلقات دينية وتربية أخلاقية عميقة، وقد أورث هذا الخلق والحكمة لأولاده الذين يسيرون اليوم على دربه، كما أورثه لمؤسسات محلية عديدة جعلتنا أينما نذهب في هذه المعمورة نجد لسموه الكثير من العطاء الذي يفوق عطاء الآخرين.