الأخبار

حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يلتقي وفداً بلجيكي

Blog Single

التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية برئيس وأعضاء الجمعية البلجيكية للدراسات الخليجية .
ورحب سموه في مستهل اللقاء بالوفد الضيف، متمنياً لهم طيب الإقامة في الشارقة وتبادل معهم الأحاديث حول عدد من القضايا التاريخية والثقافية المرتبطة بمنطقة الخليج العربي .
وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة في معرض حديثه لمحة تاريخية عن المنطقة، مشيراً إلى أهميتها الجغرافية كونها مركزاً لربط الشرق بالغرب بحكم الموقع الذي تشغله .
وتطرق سموه كذلك للحديث عن مختلف الأطماع والقوى الغربية التي مرت بالمنطقة عبوراً لمناطق الشرق الأقصى، حيث كان أغلب تلك القوى تسلك ما يسمى بطريق الحرير لمزاولة التجارة ومن بين أهم البضائع التي لاقت رواجاً كبيراً في تلك الفترة "تجارة البهارات" .
وحول الحديث عن تلك القوى الغربية ذكر صاحب السمو حاكم الشارقة بأن المنطقة قد تعاقب عليها العديد من القوى كالهولنديين والبرتغاليين والفرنسيين والبريطانيين بيد أن القوة البريطانية كان لها إدارة الجانب الاساسي للمنطقة وبشكل واضح وذلك يرجع للفترة التي قضوها في المنطقة والتي أمتدت لأكثر من 150 عاماً .
ومن خلال عرض إحدى الخرائط الجغرافية القديمة لمنطقة الخليج العربي التي تعد واحدة من أهم المراجع الجغرافية للمنطقة وإحدى مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي استعرض سموه مستعيناً بالمعالم والأماكن على الخريطة محتوى كتابه "القواسم والعدوان البريطاني" الذي يفند اسطورة القرصنة العربية في الخليج التي روجت لها شركة الهند الشرقية لأسباب محض تجارية إلا أن حقيقة الأمر تكمن في مساعي ومخططات الكابتن "جون مالكولم" لإقامة قاعدة بريطانية تجارية في الخليج وكانت تلك خطته التي عمل على تنفيذها منذ سنة 1800م وبموجبها باشرت شركة الهند الشرقية حملة افتراءاتها لوصم واتهام القواسم بالقرصنة وأنهم خلف تهديد كل النشاط البحري في المحيط الهندي بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث ألصقوا كل حظ عاثر وسوء طالع يحيق بأي سفينة بالقواسم وسرعان ما قادت تلك الحملة الشرسة إلى الهجوم على رأس الخيمة وتدميرها والقضاء على قوة القواسم البحرية بدافع أطماعهم التجارية وليس بدافع رد أي نوع من القرصنة أوانفلات أمني .
من جانبه عبر البروفيسور كريستيان كنووير الأستاذ بجامعة ليل بفرنسا رئيس الجمعية البلجيكية للدراسات الشرقية عن بالغ سعادته بلقاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والإصغاء إلى حديثه حول القرصنة في الخليج ودراساته المتعمقة في التاريخ حول دحض تلك الفكرة الخاطئة والاتهامات الباطلة التي اتهم بها القواسم .
وأوضح بأن ما قام سموه بتقديمه من خلال مؤلفاته التاريخية يعد منفعة للإنسانية كافة كونها تقدم تاريخاً واضحاً خالياً من أي شوائب وتشكل جسوراً من التواصل والتعاون بين الشرق والغرب .
وأشاد رئيس الجمعية البلجيكية للدراسات الشرقية بحديث صاحب السمو حاكم الشارقة حين قال: "إن أفضل مايقدم لهذه الأمة العلم من أجل بناء مستقبل أكثر ازدهاراً ونهوضاً ونمواً في كافة المجالات"، معتبراً اللقاء بسموه شرفاً ومفخرة كونه حاكماً سياسياً ومؤرخاً وأديباً مثقفاً يحترم ويقدر ويجل المؤرخين والأدباء والمثقفين لإيمانه منقطع النظير في أنهم الجسر الذي يربط بين مختلف الشعوب .
وحول زيارتهم للشارقة قال البروفيسور كريستيان كنووير تعمل الجمعية البلجيكية للدراسات الشرقية على دعم فكرة "عالم أفضل ثقافياً واقتصادياً وعلمياً" من خلال زياراتها السنوية لمختلف مدن وبلدان العالم وفي زيارتنا مؤخراً لأرمينيا واطلاعنا على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة هناك والمتمثلة في الحفاظ على الموروث الديني العمراني التاريخي لأرمينيا دفعنا ذلك للتفكير جدياً بزيارة إمارة الشارقة ولقاء حاكمها، وهذا ما تحقق لنا اليوم" .
حضر اللقاء كل من علي إبراهيم المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية والدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي .