خلال زيارة سعادته للأرشيف الوطني الدكتور جمال سند السويدي يوقّع كتاب "السراب" ويطلق مشروع توأمة مع الأرشيف الوطني
قام سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخراً، بزيارة إلى الأرشيف الوطني في أبوظبي، وكان في استقبال سعادته الدكتور عبدالله محمد عبدالكريم الريس، مدير عام الأرشيف الوطني، الذي اصطحب سعادته والوفد المرافق له، في جولة تفقدية لأقسام مبنى الأرشيف الوطني بدءاً بـ "مكتبة الإمارات" وقاعة المطالعة المزودة بأحدث التقنيات، وقاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي، حيث شاهدوا فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد عن ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وحاضرها الزاهر، كما تجولوا في قاعة الشيخ زايد التي تحتوي على نماذج من الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف. وفي ختام الجولة أهدى الدكتور الريس ضيفَه الكبير مجموعة من الكتب الصادرة عن الأرشيف الوطني.
وقد أثنى سعادة الدكتور جمال سند السويدي على الأرشيف الوطني مبدياً إعجابه بوسائل العمل المتطورة، ومؤكداً أن حفظ ماضي وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو سليم ومتطور، هو ضمانة أكيدة لنجاحها في متابعة المسيرة التنموية والوصول إلى المستقبل الأفضل.
وفي مستهل الزيارة، وقّع سعادة الدكتور جمال سند السويدي، أحدث مؤلفاته العلمية، وهو كتاب "السراب" الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية، وأهدى الحضور من باحثي وموظفي الأرشيف الوطني نسخاً من الكتاب الذي حظي باهتمام واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونال إشادة الأوساط الأكاديمية عربياً ودولياً، وذلك بوصفه موسوعة معرفية مزودة بالأدلة والأسانيد العلمية التي تقدم صورة شاملة وافية عن مختلف الجماعات الدينية الاساسية، حيث يسلط الضوء على تاريخها ونشأتها وأيديولوجيتها، كما يستشرف مستقبل هذه الجماعات التي تتغذى على خداع البسطاء عبر شعارات زائفة لم تقدم لهم سوى الوهم والدمار والدم.
وقد أشاد الدكتور عبدالله الريس بكتاب "السراب"، ونجاح رسالته في توعية الشعوب العربية والإسلامية بالخطر الذي تمثله الجماعات الدينية الاساسية، مشيراً إلى أن الكتاب يتصدى لـ "قضية محورية مهمة جداً لنا ولغيرنا لأن الكل بات يعاني من هذه الجماعات الدينية الاساسية". وأكد أن عنوان الكتاب يلخص فكر وأيديولوجية هذه الجماعات قائلاً، إنه "عنوان دقيق يصف الحركات التي يتناولها وهي تسير وراء الوهم"، مضيفاً أن "الكتاب جاء في وقته، خاصة في ظل هذه الاضطرابات التي تشهدها العديد من الدول العربية والإسلامية من جراء هذه الجماعات، وما تحاول ترويجه من أفكار هدامة".
وأعرب الدكتور عبدالله الريس عن سعادته البالغة بزيارة سعادة الدكتور جمال السويدي للأرشيف الوطني، الذي تطور بخطى واثقة بفضل توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني. وأكد أن الدكتور جمال سند السويدي كانت له جهوده المتميزة في بناء قاعدة من الكوادر المواطنة في مجال البحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تتولى الآن مسؤولية القيادة في الكثير من مؤسسات الدولة، وتسترشد بفكره الخلاق والمبدع في إدارة هذه المؤسسات.
وقال سعادة الدكتور عبدالله الريس إن الزيارة الكريمة للدكتور جمال سند السويدي "فرصة تاريخية كي نعلن مشروع التوأمة بين الأرشيف الوطني ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهي توأمة طال انتظارها".
ورفع مدير الأرشيف الوطني باسمه وباسم الباحثين والمديرين والموظفين في المؤسسة، أسمى آيات التهنئة إلى سعادة الدكتور جمال سند السويدي لفوزه بجائزة الشخصية الثقافية لهذا العام من قبل ندوة الثقافة والعلوم بدبي، تقديراً لمجمل إسهاماته وجهوده المميزة في إثراء الحياة الثقافية المحلية والعربية، وباعتباره يمثل نموذجاً لشخصية ثقافية إماراتية أعطت الكثير وتركت بصماتها جلية، في ميادين العمل الثقافي والأكاديمي والبحثي. وأكد أن الدكتور جمال سند السويدي يستحق التكريم من مؤسسات الثقافة العالمية، لدوره الرائد في إثراء حركة الثقافة المحلية العربية والعالمية، والارتقاء بدور الثقافة باعتبارها إحدى أدوات الدبلوماسية الجديدة في وقتنا الراهن.